Announcement

Collapse
No announcement yet.

شاهدة عيان تروي مأساة الضحية الأخيرة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • شاهدة عيان تروي مأساة الضحية الأخيرة

    مصر [Egypt] - انفلونزا الطيور

    شاهدة عيان تروي مأساة الضحية الأخيرة لأنفلونزا الطيور
    كتب دارين فرغلي ١٢/٤/٢٠٠٧

    ?نشرت الصحف يوم ٩ أبريل أن مارينا كميل ميخائيل هي المصابة رقم ٣١ بمرض أنفلونزا الطيور في مصر، وقد هالني وآلمني أن تتحول هذه الفتاة البريئة إلي مجرد رقم في قائمة طويلة من التعساء الذين فتك بهم المرض، لأني أعلم قصة مرض مارينا الذي بدأ يوم ١ أبريل?. هكذا بدأت لولا لحام الصحفية بـ?الأهرام ويكلي? شهادتها إلي ?المصري اليوم? عن الطفلة مارينا كميل التي توفيت أمس الأول إثر إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور، وقالت لولا: إنها تابعت مرض ?مارينا? منذ اللحظة الأولي بحكم أنها صديقة مقربة جدا لأسرة الطفلة.

    وأوضحت ?لولا? أن مارينا أصيبت يوم ١ أبريل الجاري بارتفاع درجة الحرارة، فتم عرضها علي طبيب العائلة في شبرا الذي وصف لها ?مضادا حيويا? لم يفعل شيئا، فذهبت إلي طبيب ثان وثالث، وفي كل مرة كانت الأدوية تتغير، وعند عرضها علي طبيب رابع قرر حجزها في مستشفي حميات إمبابة لأنه شك في وجود أمر غير طبيعي. وتقول لولا: ذهبت معها يوم ٣ أبريل إلي مستشفي حميات إمبابة،

    كانت منهارة تماما ولا تقوي علي السير، فتم نقلها علي ?نقالة? عجيبة الشكل، بعجلتين تالفتين، سارت بها الممرضة مئات الأمتار في الهواء الطلق وهي المصابة بحرارة تفوق ٤٠ درجة، حتي وصلت إلي عنبر كبير عبارة عن أكشاك متراصة. يوم الأربعاء ٤ أبريل، ذهبت لولا لحام لرؤية الطفلة المريضة، وبعد طول عناء وصلت إلي القسم الذي ترقد فيه، فوجدتها شبه فاقدة الوعي، فأطلب نقل الطفلة ?مارينا كميل? إلي العناية المركزة، ونظل نتفاوض ثلاث ساعات، حتي توافق الإدارة علي نقل ?مارينا? إلي العناية بعد دفع المصاريف، ونمشي مئات الأمتار للوصول إلي العناية، وهناك تحدث المفاجأة: المياه مقطوعة عن العناية المركزة والقسم مغلق!

    فجر الخميس ٥ أبريل، أصدرت الطبيبة قرار نقل مارينا من حميات إمبابة، وتتابع لولا لحام: خرجت سيارة الإسعاف بعد توسلات ورجاءات، لأن سائق الإسعاف لا يريد أن يتحرك من مكانه في الرابعة صباحا، حتي لإنقاذ مريضة بين الحياة والموت، ويلف الإسعاف علي عدة مستشفيات ترفض جمعيها استقبال ?الحالة?، وعند الصباح تقبلها فقط مستشفي صدر العباسية.

    السبت ٧ أبريل، ترقد الفتاة في العناية المركزة بمستشفي صدر العباسية، وتقول لولا: إنه نموذج للمؤسسات الطبية الجديرة بالتقدير، فقد ظهرت التحاليل بسرعة، وتأكد أن مارينا مصابة بأنفلونزا الطيور، فتم إبلاغ وزارة الصحة التي قامت بالإجراءات الصحية المعتادة في مسكن الطفلة بشبرا، ثم أبلغت الصحافة لتتحول مارينا إلي رقم جديد في قائمة المرض.

    مساء الثلاثاء ١٠ أبريل توفيت مارينا، وتقول لولا لحام صديقة أسرتها: لم أستطع منع نفسي من هذه الشهادة حفاظا علي قلبي من الانفجار، ماتت الطفلة مارينا بعد صراع رهيب مع المرض والإهمال.



    ...when you have eliminated the impossible, whatever remains, however improbable, must be the truth. - Sherlock Holmes
Working...
X